-->

اخر الاخبار

جاري التحميل ...

هل يخذلنا الماء؟ .. محمد زيدان

                           هل يخذلنا الماء؟

أستميحُكِ عذراً
ما عدتُ أرى سوى المهزلة
ما عدتُ أسمعُ سوى الجلجلة
وحيداً / كالذي هو أنا
ما عدتُ أبصرُ في انتهاءات المدارج
سوى الخراب
يستبدُّ بالمدارج / الخراب
وعلى شفير الغيم
تُنصَبُ مِقصلة
وتزدحمُ الوجوهُ الزرقُ والعيونُ
المُطفَئاتُ والشفاهُ المقفَلة
..
كأنني ثقبٌ يُطلُّ على العدم !
أفضي إلى جميع النار
كأنني / وهو أنا
تُغري خطاي الزلزلة
كيف أبصرُ أن الله
لا يزال ها هنا
وهؤلاء الأنبياءُ حولي
يتخاذلون
يتساقطون الآن
في جحيم الأسئلة !
..
أستميحُكِ عذراً
لا أرى شيئاً
الغبارُ يشقُّ ابتداءاتِ السنابل
والسماءُ تخونُ العصافير
المطرُ الحامضُ يُثمرُ في حقلي
مسوخَ الفجيعة
تُشرِعُ فينا / عطباً
تُحدِثُ فينا / ثقباً
خُلَلاً من وهنٍ ممتدٍ
فينا ،
لا أرى
وحيداً / كالذي هو أنا
ذاهبٌ في حرائق اللغات
ذاهلٌ عمّا يُوصِد الرؤى
متروكٌ لما لا يجيء
ومنذورٌ لما لا يعبأ إلا
باحتمالاته
ما عدتُ ألمحُ في انشداهات الطين
ما كان يُرى
ولا ظلاً لريحٍ يأوي تشرُّدي
هذي المسافاتُ اليباب
تلوكني
ومراكبُ الغثيان تسبحُ في
دمي
ويحَ دمي!!
هذي الدروبُ مطعونةٌ
بالرحيل
والخواصرُ مصعوقةٌ
بالذاكرة !
..
ربّاه
هل يخذلنا الماء؟
..

ألف لام ميم
ألمٌ وضيم
نون ألف حاء
ألف تاء ،
مبعثرٌ أنا
أحاولُ أتهجّى صحوَ قلبي
في عتمة (لغة)!

..

ياء ألف غين
ألف ألف دال تاء
ألف حاء باء
ومكفوفٌ بـ كاف
..

عليكَ القدر
ومنها الصهيل
وإليها المفازاتُ القاصيات
يُشْرِعْنَ موتك الآتي
رايةً
لشهداءَ يعبرون أول الشوق
ويهرقون ما تبقّى من
اشتهاءات الوجد
عند آخر الغيمات

..

هل يخذلنا الماء؟

..
عليكَ القدر
ومنها الصهيل
وإليها مدُّ الجراحِ الغافيات
على وهن المسافة
من هنا
حتى تخوم النزف
المستحيل

..
تلك حدودُ المسألة !
..

أستميحُكِ عذراً
الشوارعُ مُستباحةٌ بالأنين
والجراحُ يعلوها الصدأ
العاصفةُ تكسرُ سطوةَ الليل
والوجعُ الأسمى يرومُ الطلل
فإذا كُشِفَ الغطاء
وغار ماءُ الأرض وأقلعت
السماء
(أحبكِ)
فهل يخذلني الماء؟

..

وإذا العينُ سُهِّدتْ
وإذا القلب تشظّى
وإذا روحي سُئلتْ
بأي ذنبٍ جُرِحَتْ
(أحبكِ)
فهل يخذلني الماء؟

..

العذابُ لوحُ السهر
ومحفورٌ على خدِّ هذا السهد :
(أحبكِ)
فلا الشمسُ ينبغي لها أن
تدرك وهجك
ولا الليل سابقُ الصهيل
و(كُلُّكِ) في عشقي
تسبحون .
..
 محمد زيدان

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

جميع الحقوق محفوظة

خواطــر ليبي

2016